الجمعة، 10 ديسمبر 2010

منصور الكيخيا ... ضحية القمع والتواطؤ


تمر هذه الأيام ذكرى مأساوية أخرى ، وهى ليست سوى إحدى المحطات الدامية ، في سجل سلطة الاستبداد ، الذي يطفح بالجرائم والممارسات القمعية ، التي جرت وتجرى فى حق الوطن والمواطن منذ إغتصابها للسلطة فى سبتمبر 1969 .

ففى العاشر من ديسمبر 1993 ، تم الاعتداء على حرية وحياة المواطن والمناضل منصور رشيد الكيخيا ، حين تعرض للاختفاء القسري ، في حادثة دنيئة ، أقدمت على تنفيذها سلطة سبتمبر ، بمشاركة وتواطؤ من عدة أطراف أقليمية ودولية ، بالصمت والتسهيل والتمرير ، بهدف خنق وأغتيال صوت معارض تصدى ووقف في مواجة قوى الظلم والظلام ، متسلحاً بسلاح الايمان بحق شعبة في الحياة بعزة وكرامة داخل الوطن ، وثقته بحتمية إنتصار قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، التي يصارع شعبنا ويسعى لتجسيدها واقعاً ليبـياً.

إن جماعة الوطنيين الديمقراطين الليبـية ، وهى تقف عند هذه الجريمة السياسية ، لتدرك وتعي بأنها ليست هذه هى الجريمة الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، لنظام قامت دعائمه وركائزه السلطوية على القمع السياسي والقهر الاجتماعي والتغييب القسري ، فقد سبقتها منصات مشانق ، نصبت في الجامعات والميادين والساحات الليبـية ، علق على أعوادها ، خيرة شباب الوطن ، فداء لمبادىء وقيم سياسية وإنسانية صارع شعبنا من أجلها لأكثر من أربعة عقود ، وعشرات الشرفاء ممن قضوا نحبهم ، على يد فرق الكلاب المسعورة للنظام ، في الكثير من مدن وعواصم العالم ، بالإضافة الى السجون والمعتقلات ، حيث قضى في غياباتها آلاف من شباب ليبيا عنفوان وحماس حاضرهم ، واغتيلت داخلها أحلام وآمال مستقبلهم ، ثم تلت جريمة تغييب المناصل منصور الكيخيا ، جرائم وانتهاكات أخرى تعرض لها شعبنا على يد سلطة الإستبداد ، توجت بمذبحة سجن أبو سليم ، حيث حصدت رصاصات الغدر والخسة بدماء باردة ، أرواح أكثر من الف ومئتـين شهيد ، جريمتهم أنهم أرادوا العزه لأنفسهم وشعبهم ووطنهم.

ليس غريباً أن نرى هذا الموقف الصامت والمخزي ، والتواطؤ الدنيء ممن إدعوا أنهم حماة الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في العالم ، وهاهم تجاه هذه الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها شعبنا على يد هذا النظام السادي لأكثر من أربعة عقود ، يرون ولا يسمعون ولا يشعرون !

إن جماعة الوطنيين الديمقراطيين الليبـية ، وهى تدين هذه الجريمة وهذا الموقف ، تؤكد على رؤيتها وموقفها ، من أن الرهان على مثل هذه المنظمات والهيئات الدولية ، يعد نقصاً في التفكير الاستراتيجي ، وأحد الأسباب الرئيسية ، في خلق مناخ الإحباط والفشل الذى تتعرض له حركة المعارضة الليبـية عموماً ، حيث أن مثل هذه المنظمات النفعية الخرساء العاجزة ، والهيئات المسيسة لاترى الواقع كما يجب أن تراه ، وكما يفرضه الواجب والحق الانساني ، وإنما ترى وتأخذ المواقف ، وفقاً لرؤية مصلحية تفرضها عليهم استراتيجية بعينها!

ومن خلال هذا المنطلق والمنظور، تؤكد جماعة الوطنيين الديمقراطيين الليبـية ، وتكرر ما قاله التاريخ ، بأنه مهما طال زمن القمع والصمت والتواطؤ ، لابد للشعوب الحية والمناضلة ، من أن تنزع شمس حريتها من براثن قوى الجهل والفساد ، وتأتي بيوم القصاص والثأر لمنصور الكيخيا ، ولكل شهداء الوطن ، وعندها سوف يرى الذين أجرموا أى منقلب ينقلبون.

التحية والتقدير لرجالنا ونسائنا الذين يتحملون مسئولياتهم النضالية في مواقع متعددة داخل الوطن، ضد أجهزة القمع والاستبداد والفساد، والتحية والتقدير لكل المناضلين الشجعان الذين يقفون منذ سنوات وسنوات خلف الاسوار وداخل السجون ومعسكرات الاعتقال في شموخ وكبرياء وإصرار، دفاعا مجيدا ونضالا بطوليا في سبيل قضية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.

عاش نضال الشعب الليبي من أجل إسقاط الاستبداد

المجـد لشهدائنـا الأبـرار

وعاشـت ليبيا

10 ديسمبر 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق