الجمعة، 10 ديسمبر 2010

ماهي دوافع القذافي من إختطاف الكيخيا؟


سليم نصر الرقعـي
لن نناقش هنا مسألة : أين الكيخيا؟ ومن إختطفه؟ .. فجواب هذا السؤال بديهي يعرفه كافة عقلاء ليبيا وعقلاء العرب وعقلاء العالم .. فمخابرات العقيد معمر القذافي – وربما بالتعاون مع بعض كبار ضباط المخابرات المصرية – قامت بإختطافه من مصر في 10 إكتوبر عام 1993 حينما كان السيد "منصور الكيخيا" في زيارة لمصر من أجل حضور الإجتماع الدوري للمنظمة العربية لحقوق الإنسان .. ولكن سنطرح هنا السؤال التالي :
لماذا إختطف العقيد القذافي السيد منصور الكيخيا بالذات ولماذا في ذلك الوقت بالـذات 1993؟
أولا ً - ليس سرا ً - أن لدى معمر القذافي نزعة شريرة محمومه متأصلة في نفسه وأخلاقه تتمثل في رغبته الحاقده في القضاء على كل من تسول له نفسه أن ينتقده أو يعارضه أو ينافسه أو يرفض أرائه وسياساته فهو حيال مثل هؤلاء يشعر برغبة مسعورة في أن يسحقهم ويدوسهم بالأقدام ويصفيهم جسديا ً ويمثل بجثثهم وهذه الرغبه الشريره أظهرها القذافي في كثير من أقواله وخطاباته وكثير من أفعاله وتصرفاته عبر كل هذه العقود مهما حاول الآن أن يتبرأ منها ويلصقها بذمة حركة اللجان الثورية أو طيش الشباب!!.. إذن فهذه الخطوة تأتي في إطار الهدف الإستراتيجي العام في سياسة القذافي نحو معارضيه وهو التخلص منهم وتصفيتهم جسديا ً والقضاء عليهم بأية حيلة ووسيلة وإستغلال كل الفرص السانحه والمتاحه لإصطيادهم والتغرير وللإيقاع بهم و الإمساك بهم ومن ثم الإنتقام منهم والتشفي منهم وتعذيبهم للحصول منهم على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول المعارضه وتحركاتها وأسرارها ومن ثم التخلص منهم وإلقائهم في غياهب الجب والقول بأنهم قد أكـلهم الذئـب!؟.
ثانيا ً – من المعروف أن الأستاذ "الكيخيا" ممثلا ً لتنظيم "التحالف الليبي الوطني" قد توصل في تلك الفتره إلى تفاهم كبير مع الدكتور "المقريف" ممثلا ً للجبهه الوطنيه لإنقاذ ليبيا من أجل توحيد صفوف المعارضين في الخارج وعقد مؤتمر وطني عام للمعارضة الليبية وهو الأمر الذي أغاظ القذافي أشد الغيظ من الكيخيا وزاد من حنقه وحقده عليه فسارع بإختطافه بغرض وأد هذا التوجه والمشروع الوطني الجديد في مهده !؟ وبالتالي قطع الطريق على عملية إتحاد المعارضين الليبيين في جبهة واحده!.. فالعقيد القذافي أكثر من يعرف أن قوة المعارضين في وحدتهم وإتفاقهم والتنسيق بينهم وسيادة روح الإحترام والإتفاق والثقة بينهم .
سوابق :
ليس سرا ً أن للقذافي سوابق عديده في مثل هذه الأعمال الإجراميه الإرهابيه كالخطف والشنق والإغتيال والتعذيب والتهديد وهدم المنازل والقتل الجماعي ... إلخ ) فقد قام القذافي في أوائل السبيعينيات بمحاولة إختطاف رئيس وزراء ليبيا الأسبق السيد (مصطفى بن حليم) من لبنان عن طريق منظمه إرهابيه فلسطينيه .. والغريب هنا أن السيد "بن حليم" لم يتطرق إليها في برنامــج شاهد على العصــر رغم أنهقد ذكرها في مذكراته!؟.
كما قام القذافي بإختطاف - وبمساعدة المخابرات المغربيه - عمر المحيشي ونوري الفلاح والمطرب الليبي محمود السليني من المغرب عام 1984 .. والواقع أنها كانت عملية تسليم وإستلام (!؟) أكثر من كونها عملية إختطاف ... كما أن القذافي قام بإختطاف المعارضيين جاب الله مطر وعزات المقريف - بمساعدة المخابرات المصريه - من مصر في مارس من عام 1990.. أي قبل زيارة السيد "الكيخيا" الأخيرة إلى مصر بثلاثة أعوام فقط ولا أدري لماذا لم ينتبه السيد "الكيخيا" لهذا الأمر الخطير وتلك السابقة المهمة فلو كنت مكانه لما وطأت قدمي مصر!!؟؟.
كما أن القذافي – كما هو معروف - قد أقدم بإحتجاز وإختطاف السيد (موسى الصدر) ورفاقه عام 1978 بينما هم كانوا في ضيافته وفي جلسة حوار معه حول مشروعية السنة!.. ويُـعتقد أن تغييب (الصدر) عن الساحة اللبنانيه والعربيه في تلك الفتره كان يخدم بالدرجة الأولى المصالح الصهيونيه والإمريكيه في لبنان والمنطقه (!؟) وهناك حالات أخرى كثيره مشابهه (الإختطاف) تعرض لها ليبييون وغيرهم داخل ليبيا وخارجها وكانت أصبع الإتهام دائما ً - ولازالت - تشير إلى العقيد القذافي !؟.
الدروس المستفاده :
(1) أن الحوار في دين القذافي ماهو إلا "فخ" ووسيلة مرحلية خبيثة يستعملها القذافي كمطية للوصول إلى الإيقاع بمعارضيه وخصومه السياسيين ومن ثم تصفيتهم أو تشويه سمعتهم أو تشتيت جهودهم وبلبلة صفوفهم أو على الأقل لكسب الوقت حتى تهدأ العاصفه .. فياليت قومي يعلمون!؟.. فالمؤمن لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين!.
(2) أشد ما يخشاه القذافي هو إجتماع صفوف المعارضين في الخارج وتوحيد كلمتهم فإختطاف "الكيخيا" جاءت بعد شعور القذافي يومها أن المعارضة الليبية تسير بإتجاه الوفاق والإتفاق وتأسيس مؤتمر وطني عام للمعارضة فأراد بتغييب "الكيخيا" ضرب ذلك الوفاق في الصميم وتخريب ذلك الإتفاق الوشيك .. فضلا ً عن تغييب شخصية ليبية سياسية دبلوماسية في وزن "منصور الكيخيا" معروفة دوليا ً ويمكن أن تمثل "البديل" للقذافي وتشكل شخصية مقبولة محليا ً ودوليا ً لقيادة ليبيا كان أمرا ً ملحا ً على ما يبدو بالنسبة للعقيد القذافي كي لا يكون هناك في ساحة المعارضة "بديل مقبول"!.
سليم نصر الرقعي

عن ليبيا وطننا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق