وفي عصرنا هذا كيف حال حكام وشيوخ آلامة من شأن الرعية واين هم من صنيع عمر رضى الله عنه ..!؟
عهدناهم في الثورة رجال زهد يمشون لوحدهم دون حرس تحرسهم ولاخدم تخدمهم ولايخشون على حياتهم في سبيل احقاق الحق و رد المظالم لأهلها ونصرت المظلوم ..
واليوم ماذا بعد !؟ انتصرت الثورة وعين الشيخ الصادق المسؤول الأول عن الخطاب الديني في ليبيا و ( مفتي الديار ) وقد بلغ من العُمر عتيا ؛ صار يخشى على حياته ليركب السيارات المُصفحة في موكب تحرسه العبيد أشبه بالموكب الرئاسي في الوقت الذي ينبغي ان يكون اقرب للعامة منه للحكام ..!!
تراودني اسئلة كثيرة لم اجد لها جواب مقنع عندي و لعلي أقف على بعض سطورها هنا لأجد الجواب :
مع احترامنا الشديد لشيخنا ومناضلنا الشيخ الصادق الغرياني :
- هل غرت الشيخ حياة الدنيا و زينـتهـا أم الضرورة و لُزوم الشغل تقتضي ذلك ..!؟
- لماذا لم تقم المؤسسة الدينية بالدورها الفعلي في حل النزاعات الدائرة بين القبائل ..؟
- و لماذا لم يقم المفتي بواجبة الاخلاقي و الادبي و الانساني وقبل ذلك كله و اجبه الديني اتجاه الاسر النازحة و زيارة القاطنين منهم في اكواخ الصفيح الشركات التركية و يقف على اوضاعهم و حجم مأساتهم ومعاناتهم ؟
- لماذا لم يقتدواحكامنا الجدد أثر عمر بن خطاب في ذلك !؟
والله وتالله وبالله ؛ لو انهم فعلوا ذلك فقط لكبروا في أعين الليبين جميعاً من الشرق و الغرب و الشمال و الجنوب .
أننا عقدنا الآمل على المؤسسة الدينية في المرحلة الانتقالية واسبشرنا خيرا بها و ضننا انه من خلالها يستطيع المفتي ان يلم بها شعت الأمة الممزق و يزيل الاحتقان القبلي الحاصل بين المسلمين والقبائل و يجمع كل الفرقاء السياسين تحت قبة دار الإفتاء و يزيل النكسة التي حلت عليها وينهي الحقد من النفوس و يدعوا للحوار على اسس ومباديء ديننا الحنيف وشريعتنا الغراء يكون اساسها الدعوة لاحقاق الحق والعفو و التسامح وحقن دماء الاخوة الليبين ونبد الانتقام و الأخذ بالثأر و التعصب لفئة او جهة او مذهب او للقبيلة او اللون او الحزب ... هذا هو الخطاب الديني الحقيقي المنتظر من المؤسسة الدينية القيام به .. و لكن للأسف استغلت هذه المؤسسة شر استغلال و قزموا حجمها ودورها وضاع المفتي في دهاليز السلطة وبين التجادبات الحزبية تارتاً والاقتتال القبلي والجهوي تارة أخرى ؛ كان الاحرى به ان ينوء بنفسه و يترفع عن كل هذا و ذاك .. و لكن بتذخله الغير مدروس فقد الكثير من التأييد الشعبي الكبير الذي كان يحضى به اثناء الثورة ..#
----------
كتبه عمران غنية