القاهرة/خاص
نفى أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى ما نشر بشان قيامه بمساعدة نظام العقيد القذافى, مؤكدا أنه لا صحة لما تردد مؤخرا حول مارسته لأنشطة تصب في خانة وصالح نظام القذافى.
وقال قذاف الدم في بيان أرسله إلى موقع المقعد أن موقفه المعلن من استقالته بتاريخ 23 فبراير 2011 لم يتغيـر, مشيرا إلى أن كل ما ينشر في بعض الصحف والمواقع الالكترونية و غير ذلك هي أخبار غير صحيحة..
وتمني قذاف الدم علي الجميع توخي الدقة في هذه الظروف بالغة الحساسية .
وكان قذاف الدم قد أعلن استقالته من منصبه كمبعوث شخصي للقذافى وكمنسق للعلاقات المصرية الليبية, لكنه امتنع في المقابل عن توجيه أية انتقادات للنظام الليبي بعد الثورة الشعبية التي اندلعت في مختلف المدن الليبية للإطاحة بنظام حكم القذافى.
وبدا بيان القذافى الذي يؤكد أنه مازال مقيما في القاهرة ولم يتوجه إلى العاصمة السورية دمشق كما أشيع مؤخرا, ردا على ما نشرته صحيفة 'ليبيا اليوم' حول أنه يتولى إجراء الاتصالات التي يحتاجها نظام القذافي لتوفير الأسلحة والمرتزقة، ويتكفل بعملية تحويل السيولة المالية التي يحتاجها القذافي خلال تحركاته الداخلية.
ونقل الموقع الالكتروني للصحيفة عن مصادر وصفها بالموثوقة أن قذاف الدم على علاقة وثيقة بأركان نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وأن 'أحد رجال مبارك يدعى محمد عبد الجواد هو من يقوم بتحويل الأموال إلى حسابه لينقلها بعد ذلك إلى الداخل الليبي عن طريق قذاف الدم'.
وأضافت المصادر أن قذاف الدم يتعامل 'الآن مع بنوك سورية لترتيب عملية تحويل الأموال إلى حساب المدعو عبد الجواد'.
يذكر انه في الأيام الأولى للثورة الليبية أعلن أحمد قذاف الدم الموجود في مصر تأييده للثورة، وأعرب عن عدم رضاه عن العنف الحاصل في ليبيا.
وقالت الصحيفة إن قذاف الدم 'لم يشارك في أية أنشطة سياسية أو إغاثية داعمة للثورة، الأمر الذي أكد تقمصه لشخصية المساند وأبعد أنظار المراقبين عنه'.
من جهة أخرى, قال مفتاح ميسوري مترجم الزعيم الليبي إلى الفرنسية منذ حوالي 16 عامًا لوكالة فرانس برس إن العقيد القذافي "حزين" ويشعر انه تعرض "لخيانة" لكنه "لن يتخلى أبدا" عن موقفه في مواجهة المتمردين الذين يهددون نظامه.
وأوضح ميسوري (61 عاما) المترجم الخاص إلى اللغة الفرنسية أن "قائد" الثورة الليبية "لم يكن يتوقع ذلك أبدا وقد يكون هذا ما أحزنه فعلا" مضيفا "أنه يعتقد أنه فعل كل شيء من أجل الليبيين".
ويواجه القذافي ثورة لا سابق لها منذ حوالي شهر في ليبيا.
وأضاف المترجم الذي يتكلم الفرنسية بطلاقة أن القذافي "يرى أنه تعرض للخيانة من قبل الجميع حتى من قبل قريبه أحمد قذاف الدم".
وأحمد قذاف الدم الذي فر في نهاية فبراير بعد عشرة أيام من بدء الثورة، كان مستشارا ومساعدا مقربا من القذافي ومكلفا خصوصا العلاقات المصرية الليبية.
وفي وجهة نظر "شخصية" كما يحرص على التأكيد، يعترف ميسوري الدبلوماسي السابق الذي يحمل دكتوراه في التاريخ ودرس في باريس وجنيف أن إحلال الاستقرار في ليبيا أصبح يحتاج إلى معجزة.
وقال بسخرية إن "المعجزات أمر يمكن أن يحدث"، قبل أن يؤكد ضرورة وجود "وساطة" للخروج من الأزمة. وأضاف "لكن من يتحدث عن وساطة يتحدث عن تنازلات".
وتابع المترجم وهو أب لخمسة أولاد يعمل منذ 1996 في مكتب "القائد" مترجما "لا أعرف ما إذا كان (القذافي) قادرا على ذلك". وأضاف إن معمر القذافي "لا يتراجع أبدا".
وفي شهادة على عقلية العقيد، قال إن الزعيم الليبي "مولع بالتاريخ العسكري" ومعجب خصوصا بالجنرال الألماني ارفين رومل الملقب "ثعلب الصحراء" الذي تميز في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف وقد ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه أن القذافي معجب أيضا "بلويس الرابع عشر، الدولة هي أنا!".
وعلى الرغم من المعارك وخروج جزء كبير من الشرق بما في ذلك بنغازي عن سيطرة طرابلس، يحتفظ معمر القذافي بهدوئه، كما قال المترجم.
وأضاف "انه رجل قوي جدا أمامي"، مشددا على أنه لم يغير سلوكه.
والزعيم الليبي مستاء من القادة الغربيين وخصوصا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني، الذين يطالبونه بالرحيل.
وقال ميسوري إن "القائد كان يعتبرهم أصدقاء. انه يشعر ببعض المرارة لأنه يشعر أن ساركوزي وبرلوسكوني أيضا تخليا عنه".
وأضاف أنه "لا يشعر بجرح عميق لأنه مقتنع بان الخارج لم يفهم جوهر المشكلة (الحالية في ليبيا) وأنهم تبنوا القرار (الأمم المتحدة الذي يدين النظام) على أساس تقارير إعلامية" خاطئة.
وفي ملاحظات شخصية، وصف المترجم القذافي بأنه رجل متزن، ما يتعارض مع صورة الزعيم القذافي الذي يدلي عادة بتعليقات غير مترابطة والذي يحب الظهور بشكل أقرب إلى الإخراج المسرحي.
وأوضح أنه "ليس قادرا على التعبير بشكل جيد لكن عندما يتحدث عن العقيدة والثورة ينجرف بحماس بسبب أجواء التصفيق" لخطابه.
وأكد مفتاح ميسوري "أجد انه رجل نبيل جدا. لم يعنفني يوما أو يرفع صوته أمامي إلى درجة انه يقدم لي الطعام من صحنه بشوكته أحيانا".
ويصف هذا المترجم القذافي في نهاية الأمر بأنه بدوي فخور بجذوره. ويقول "انه يحب الجمال لأنه بدوي من الصحراء حيث لا يوجد إلا ذلك والماعز. لذلك يحب كثيرا لبن الجمال والماعز.