22/7/2013
كناشط في حقوق الانسان اقول:
ان ما حدث في مصر من الانقلاب العسكري اسوأ ممن سيفعله الاخوان بمصر في اربع سنوات بمئات المرات.
ان ما حدث في مصر من الانقلاب العسكري اسوأ ممن سيفعله الاخوان بمصر في اربع سنوات بمئات المرات.
لا نتظاهر بسبب مرسي وانما من اجل حماية الشرعية . فكثيرا ما تقل شعبية الرئيس في الغرب ولكن لا يتجمع الناس ويحشدوا تمردا عليه. وانما ينتظروا الي ان تنتهي مدة ولايته . ومن الممكن ان تسحب الثقه في البرلمان قبل انتهاء ولايته ولا ياتي العسكر ليسقطه.
تجربة الاخوان في مصر تجربة سيئة ولم تكن ناجحة ولكن الانقلاب العسكري اعطاهم قوة جديده وممكن ان تزيد قوتهم الشعبية .
رغم ان الاخوان لهم صفات يمقتها الكثير من الاسلاميين فيهم منها : الاقصاء والميكافيلية والنخباوية وعدم مشاركة الاخرين واعتبار انفسهم هم المتصدرون للحركات الاسلامية والتقوقع علي انفسهم وهذا في مجموعه سبب من اسباب اقصاء الاتجاهات الاسلامي والليبرالية لهم والذي ادي لفشلهم.
وللباحث في الامر:
الاخوان قد لم يفشلوا ولكن الذي حدث هو موامرة لافشالهم من القوي المعادية لهم. ولكنهم سيخرجون من هذه التجربة بعبر اكبر من الثمانيين سنه منذ تاسيسهم.
فالاخوان رغم قدراتهم علي الحشد الا ان شباب الاخوان ليس لهم قدرة لاصلاح جماعة الاخوان وذلك بسبب البيورقراسية التقليدية الاخوانية.
فهم اضعف من ان يكونوا قوة لحماية انفسهم من اي تقلبات سياسية.
.
لهم القدرة علي الحشد والتعبئة وكسب الانتخابات في مساجد اوروبا وكسبوا الانتخابات في مصر وتونس ولكن لم يستطيعوا في ليبيا لان في المواجه كان تحالف الاحزاب وكره الشعب الليبي للمتشددين المتدينيين سوي كانوا اخوانا او سلفيين او جهاديين.
ولكن وللعدل والانصاف اذا فشلوا الاخوان في سنة حكم فهل مبارك لم يفشل في ثلاثين سنه.
ومن المعلوم ان الاخوان وظفوا ليبراليين ومن تيارات الاحزاب الاخرى كوزراء ومستشاريين. ولكن هؤلاء الوزراء والمستشارين يريدون افشال حكم الاخوان عن طريق استقالتهم وقد فعلوا بجدارة .
ومن المعلوم ان العسكر دمر البلد وتركوا الاخوان يكملوا مدة سنة وانقلبوا عليهم لياخذوا العسكر الحكم مرة اخري.
وهذه التجربة الطرية قد يكون سبب افشالها هو مسار ما قبل الثورة الذي كان دكتاتوري عميق وافقي ومتجدر لا يتحمل وليس له الصبر علي سماع الراي الاخر, ثم خرج الي مسار ديمقراطي يلزمه التحمل والسماع والاذعان واخذ اوامر من المنتخب للدولة. بغض النظر عن اتجاهه او ميوله الديني والثقافي, وكان صعبا ان يصبر العسكر علي هذا. ومن هنا نرى ان الحفاظ علي النظام الديمقراطي كان ولا زال صعبا في العالم العربي. فالمؤسسة العسكرية يجب ان تغض النظر وتمتنع عن الخوض في السياسة .وعند ما يشكوا الناس او الاحزاب للمؤسسة العسكرية فالاجدر القول لهم بان الشعب اختاره واترك الشعب ينعم بوجوده او يضغط باسقاطه عن طريق البرلمان. فتدخل العسكر اساء لكل شئ في مصر وقصر عمر التجربة الديمقراطية المرتقبه وركل الربيع العربي في مقتل.
وهناك فرق بين الاسلاميين في تركيا والاسلاميين في مصر حيث اشتغل الاتراك علي مشاريع تنموية ولم يشتغلوا علي هوية الدين والاسلام. فهم علمانيون اسلاميون وليس اسلاميون فقط, بل لم يتلفظوا بالاسلام في حين ان الاخوان فرضوا الهوية الاسلامية مع المشاريع.
اضافة لذلك ان الاخوان ليس لهم اعتقاد في نظام ديمقراطي حيث اتوا للحكم ولم يبلورا كيفية الحكم بالاسلام ولا مفهوم الاسلام السياسي حيث ارادوا ان يحصلوا علي الحكم باي ثمن والوصول اليه ولما وصلوا اليه لم تكن لهم رؤية واضحة ولا سياسة خارجية مقبولة ولا انصار من الاحزاب الاخري الغير اسلامية ممكن ان يساندوهم.
وقد يكون حزب الاخوان في احسن حال اذا لم تكن له الاغلبية في الحكم وانما مشاركا حيث يتنازع الحكم مع عدة احزاب في الدولة, وتسند له بعض الحقائب والمسؤوليات وترك عبأ الخطاء يتحمله كل الاحزاب الاخري المشاركة في الحكم.
اني اري ان الدولة العميقة التي تضرب بجدورها من مبارك الى من قبله السادات ومن قبله جمال عبدالناصر لا زالت تفرض اجندتها على الوضع ,ولم يعجبها صندوق الاقتراع وتريد ان تضرب براي المنتخبين عرض الحائط.
ولكن ماذا يمنع الدولة العميقة بان تضع حدودا لمن ينتخبه الشعب بدون الاطاحة به . فنعرف ان الرئيس الايراني ليس من يحكم البلاد انما يحكمها الفقيه، وكذلك فان مصر لا يحكمها الرئيس، وانما يحكمها العسكر.
فمن المعروف ان العسكرية المصرية تملك اكثر من ثلث المصانع ودفة الانتاج في مصر ،وانها دولة خفية داخل دولة ظاهرية. فلماذا ينقلب العسكر علي الشرعية الانتخابية وما مأرب الانقلاب ؟
الخلاصة:
ان الانقلاب العسكري اسفين في نعش السلم والامن الاجتماعي في مصر.
ان الانقلاب العسكري خيبة امل للجماعات الاسلامية التي تطلعت لصندوق الاقتراع ولم يحترم.
جماعات الجهاد والجماعات الاسلامية تتسلح من اجل زعزعة استقرار الدولة في مصر وافشال الليبرالية المحمية من العسكر. ومثال ذلك في العراق السنة ضد الشيعة.
توقع تفتيت الجيش القومي المصري الي اللوية تحارب بعضها بعضا تماما مثلما في ليبيا على النفوذ والسلطة وتكون ذات ولاءات سياسية حزبية مختلفة.
الحل هو احترام الصندوق ودع الاخوان يحكموا ودع الشعب يعرف انهم ليسوا اهلا للحكم حتي يسقطهم مستقبلا.
الاعتذار سيد الموقف بالنسبة للسيسي ويجب ان يستعجل في رد الامور الي نصابها.
كتبه : بشير رجب
رئيس منظمة الراية لحقوق الانسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق