إيناس يوسف
ثورة 17 فبراير طهرت قلوب الليبيين ، نزعت الأنانية وألفت بين قلوبهم ، جمعت كل أبناء الوطن على كلمة واحده ، ورأي واحد ، اجتمعوا علي طلب الحرية ، والتطهير ، ولم يكن الثمن بسيطا بل كان اكبر من أن يلخص في كلمات ، تشهد عليه الدماء التي أريقت علي رمال كل مناطق ليبيا وجفت علي أعتاب البيوت التي قصفها الطاغية وزبانيته ، تشهد الجثث المحترقة ، والجثث الجماعية التي دفنت بلا شواهد وداستها أقدام مرتزقة الديكتاتور القذرة .
ولكن لماذا قامت الثورة ؟
هذه الثورة هي الأسطورة الواقعية التي نعيشها من دون تزييف أو تشويه لحقائقها نحن فقط القادرين علي تأريخها بسطور من دماء أبنائنا الطاهرة التي لن تنسى أبدا ، أسطورة 17 فبراير سترددها الأجيال جيل بعد جيل ولن تنتهي ذكرى المذابح والمجازر التي حدثت في ليبيا ، ثورة ليبيا هي الثورة الحقيقة ثورة الشهادة والنصر ثورة كتبت بحروف من ذهب ، وكيف لا وقد وقف الشباب والنساء والأطفال والشيوخ بدون سلاح عزّل في وجه الدبابات والرصاص وراجمات الصواريخ والقذائف التي تهد الأرض وجهت لصدور أطفالنا مزقتهم بلا رحمة ، ما حدث في ليبيا هز العالم وبطولة الشعب الليبي ينحني لها الملايين في كل بقاع الأرض .
وسط الموت والحياة والتطهير ، أتساءل هل القذافي وحده هو الذي سرق ، هو بالفعل سرق حريتنا وشبابنا سرق ذواتنا سرق أموال الشعب الليبي التي لا تقدر بثمن الأموال التي أنفقت على الغانيات في كل دول العالم وعلى حاشيته ، الأموال التي أنفقها علي مجده الشخصي وعلى نزواته كانت كفيله بإعمار ليبيا وجعلها من أهم دول العالم ، ولكن أتساءل هنا أين ذهب السارقون أعضاء اللجان الثورية أين اختبئوا هؤلاء الذين نهبوا المؤسسات والشركات والمستشفيات بموجب الصلاحيات التي أعطاها لهم سيدهم الدكتاتور ، هي اليد الحقيقة للقذافي اليد التي مدها في جيوبنا جميعا ، أين هم الذين تاجروا بأرواح الناس وسرقوا أرزاقهم .
أين ذاك المسئول الذي كان يترأس مؤسسة ثقافية ويعيش في أفخم الفيلات ويمنح من يريد المال ويمنع عن من يغضب عليه ، أين ذهبت أموال المؤسسات الثقافية ، التي وضعها في حسابه المصرفي داخل وخارج ليبيا
أين ذلك المسئول الطبيب المعروف الذي كان يبيع أسّرة المستشفيات وأدوية المرضى لحسابه الخاص ، ذلك الطبيب ليس له أي علاقة بالثقافة لا من قريب أو من بعيد ومع هذا ترأس إحدى المجلات التي سرقها وسرق كل ميزانيتها حتى مرتبات موظفيها ابتلعها وكذلك السيارات التابعة للمجلة وزعها علي أبناءه ، بعدها ترأس بقدرة قادر إحدى الإذاعات التي لم تكن تفتح بثها سوى ساعة واحده أو ساعتين ، والميزانية كلها في جيبه
أين ذلك الرجل المثقف الذي سرق من احدي المؤسسات الثقافية مبلغ وقدره (......) ولم يستطع احد إثبات السرقة عليه ، هو صاحب المجلة المتجول الذي اختصر مقر المجلة وهيئة تحريرها وموظفيها في حقيبة يده بحجة انه لم يجد مقرا للمجلة ، المجلة كاملة تصدر وتعد وتطبع وتنشر من حقيبة يده ولهذا الجميع يعرفه باسم صاحب المجلة المتجول .
أين ذاك المسئول الذي ترأس اكبر مصنع في الشرق الأوسط ونهب الملايين هو وإتباعه بما في ذلك مرتبات الموظفين حتي أثناء أزمة البنزين قام ببيع حصة الموظفين المخصصة لهم لحسابه الشخصي .
أين هؤلاء وغيرهم ، لماذا إلي حد هذه اللحظة لم يتم القبض عليهم . ومازالت القائمة لم تكتمل ..
القذافي سرق ونهب ونحن نبحث عنه وعن السارقين المعروفين من أتباعه لكننا مازلنا لم نثر قوائم السارقين غير المعروفين ، والمسئولين في المؤسسات الحكومية وما أكثرهم في قطاع التعليم والثقافة والصحة والصناعة ، أين ذهبوا ويجب أن لا نتركهم بدون مساءلة أو عقاب ، أموال الشعب الليبي لازالت في جيوبهم وفي حساباتهم لابد أن نسترجعها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق