لماذا حكام العرب لا يسقطون عند ما يطالبهم شعبهم بذلك ويستعملون القوة؟
لقد صنع الوصوليون والمتملقون حكام اليوم. وقد اعانهم في ذلك سكوت العامة وبعض الشرفاء من شعوب الامة العربية درأ للفتنة وخوفا من تصدع الصف. حيث يهتف المتسلقون بقولهم "بالروح بالدم نفديك يا... " وبهذا نجد الحاكم يصدق هذا الكلام ويرى انه فوق الجميع وفوق القانون. وبهذا يخيل للحاكم ان له هيلمان وانه محبوب وهو مكروه. وان العقد النفسية مثل جنون العظمة الذي هو موجود في كل انسان ولكن لا تظهر الا بتغذيته. نرى تغذية جنون العظمة في الحاكم العربي واضحة وجلية وان الحاشية والمتسلقين من الشعب هم الذين صنع هؤلاء الظلمة المتسلطين على رقاب الناس والذين لا يسقطون من الحكم.
وقد اقامت نقابة المحامين مؤتمرا في يوم الثلاثاء وتنوي استمراره في كل يوم ثلاثاء تضامنا مع ثوار ليبيا وكل ثوار العالم العربي بما فيها سوريا واليمن والبحرين. وقد تحدث رئيس نقابة المحامين وابدى اعجابه بالثوراة الشعبية العربية والصحوة من اجل غد افضل في الحرية والعدالة ومحاسبة الحاكم. وقد كان لي لقاء مع مجموعة من شباب 25 يناير بعد انتهاء المؤتمر وهذه بعض اقوالهم عند ما سئلوا لماذا حكام العرب لا يسقطون بدون استعمال القوة:
قال محمود ترك عضو في نقابة المحامين العرب : انهم يعتقدون "ان البلد التي يحكمونها هي ملكهم واولادهم. وهم يتشبتون بالسلطة حبا في المال , ويعتقدون انهم هم المتفضلون على شعوبهم بالمال والمشاريع الاقتصادية ".
وقال سليمان علي احمد سلامة من شباب ثورة 25 يناير وعضو نقابة المحامين "انهم يطمحون لتملك النظام بالوراثة, واستعباد الناس والتمسك بالسلطة مهما كان السبب."
كما قال مهند سعد الله عضو نقابة المحامين "ان في الغرب الحكام لديهم ثقافة استجابة لمطالب الشعب والاذعان لمطابهم في السقوط من الحكم بدون قتل وانما بالتغيير السلمي عن طريق الانتخابات."
وقال علي همام ثائر من ثوار 25 يناير "ان العقد النفسية التي يتعرض لها حكام العرب في صغرهم مثل الحرمان والخوف الشديد وعدم الاختلاط بالناس ومعرفة مشاكلهم وهمومهم ورمي احمالهم على الاخرين قد يكون هو السبب في التشبت بالحكم ومقاومة السقوط منه او التخلي عنه."
وقالت آلاء الغباشي وهي من ثائرات 25 يناير "ان الغرور وحب النفوذ والسلطة والجاه وتوريث الحكم هو السبب في عدم التخلي عن الحكم طواعية بين حكام العرب."
وقالت اريج الغباشي عضو نقابة المحامين من الشابات ان انتهاج سياسة اقصاء الدين عن الدولة ومحاولة اقتلاع الاسلام عن طريق اتباع البروتوكلات الصهيونية للوصول الى علم اسرائيل ما بين الازرقين النيل والفرات هو سبب اصرار بقاء هؤلاء الحكام.
وقال اكرم محمد شعيب من شباب 17 فبراير وهو نشيط ليبي قد حضر مؤتمر نقابة المحامين بالقاهرة "ان القذافي كان فقيرا محروما فبين يوم وليلة اصبح يمتلك السلطة والثروة واعطاء الاوامر. وبما انه عسكري الغي دولة القانون وجعل من ليبيا تكنة عسكرية وهو قائدها. وهو يظهر للناس انه لا يحكم احدا. وهو لا يعيش بدون هتافات الجماهير والتطبيل والمدح."
وقال وليد المطماطي ثائر الفيس بوك ومن شباب 17 فبرير حضر مؤتمر نقابة المحامين العرب بالقاهرة "ان حكام العرب اخذوا مقاعدهم بالقوة ولم ياخذوها بانتخابات ديمقراطية وقولتهم المشهورة -ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة- فهذا خير دليل على ان لا وجود للديمقراطية في الدول العربية. "
وخلاصة الموضوع ان ثقافة الشعوب العربية لا يجب ان تأله الحاكم ولا يجب ان تعبده ولكن هذا حاصل ويحصل كثيرا. فحقوق المواطنة يجب ان تعطى بلا تقضل من الحاكم وواجبات الدولة يجب ان يقوم بها الحاكم تكليفا لا تفضلا. وان من اعطي منصبا في حكومة يجب ان يعلم انه اجير وليس مالكا لذلك المنصب. ومن اعطي سلطانا على شعب يجب ان يعرف ان السلطان لا يعني الاساءة للاخرين وانما ان يخدم راحتهم وراحة بالهم وامنهم ورعاية اطفالهم والحفاظ على شبابهم وبلادهم وتوفير الضروريات للكبار والصغار والا فلما يقبل بالسلطان.
كتبه د بشير رجب الاصيبعي