قطر، الإمارة الغنية بالبترول والمواد الطبيعية الباهظة الثمن، يطلق عليها الحقوقيون القطريون، إمارة غوانتانامو الكبير، فقد عرفت قطر أبشع صور الانتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية المطلوب توفرها من أجل العيش الكريم، وقد وقفت "آش كاين بريس" على أبرز هذه التجاوزات، وخاصة منها تلك المتعلقة بالاعتقالات التعسفية والتعذيب المنتشر بشكل كبير داخل سجون قطر..
" ألقي القبض على السيد سالم الكواري، في فبراير 2011 على أيدي عناصر من جهاز أمن الدولة الذين اصطحبوه أولا إلى منزله قصد تفتيش البيت، ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة. ولم تعلم أسرته أنه محتجز في مقر أجهزة أمن الدولة، إلا بعد مضي ستة أسابيع فقط.
وفي هذا الصدد راسلت الكرامة في 9 مايو 2011 فريق العمل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي، تلتمس منه التدخل لدى السلطات القطرية لحثها على الإفراج فورا عن السيد الكواري أو تقديمه أمام المحكمة مع توفير جميع الضمانات الإجرائية المنصوص عليها بموجب القانون.
وللتذكير يبلغ السيد سالم حسن خليفة راشد الكواري 33 سنة من العمر، يعمل عادة موظفا في مصلحة الحماية المدنية ويقيم في الدوحة. وكان قد القي عليه القبض في فبراير 2011 من قبل أفراد من مصالح أمن الدولة، دون أن يبلغ بأسباب التحقيق معه. وقد نُقِل على الفور إلى منزله الذي تعرض لعملية تفتيش بحضوره قبل اقتياده إلى جهة مجهولة، ولم تعلم أسرته أنه معتقل في مقر جهاز أمن الدولة إلا بعد مرور شهر ونصف الشهر من تاريخ توقيفه.
وكانت الأيام العشرة الأولى من اعتقاله صعبة للغاية، بسبب ظروف الحجز القاسية، حيث وضع في زنزانة شديدة البرودة، دون فراش، وظل طيلة هذه الفترة مكبل اليدين، كما أجبر على البقاء واقفا لعدة أيام، ثم اضطر في نهاية المطاف إلى توقيع وثيقة ووضع بصماته عليها ضد إرادته وتحت التهديد بمواصلة تعرضه لهذه المعاملة القاسية".
وقد توصل موقع "آش كاين بريس" برسائل من مراسل آخر قطري، يصف الأوضاع داخل هذه الإمارة بالكارتية، ويصف القطريين بالشعب البليد والمستعبد، إذ يقول بأنّ نساء قطر لا تتوفرن على أبسط الحقوق التي تتمتع بها جميع نساء دول العالم، ويضيف بأنّ النساء السعوديات أكبر جرأة وشجاعة وحكمة من نساء قطر المستعبدات. كما أعربت لنا لجنة حماية الصحفيين عن انشغالها جراء احتجاز صحفيين رياضيين والتحقيق معهما في قطر. ويعمل الصحفيان لحساب وكالة البث الإذاعية والتلفزيونية السويسرية العامة (آر تي إس)، وقد منعتهما السلطات من مغادرة البلاد لمدة 13 يوما.
وقالت أنه في 3 نيسان/إبريل، كان الصحفي كريستوف كيرف والمصور يفان ثوريمبيرت في بلدة مسيعيد التي تقع على بعد 50 كيلومتر جنوب العاصمة الدوحة يعدان تقريرا مصورا حول كرة القدم في قطر، وهي البلد التي ستستضيف مباريات كاس العالم في عام 2022. وفي ذلك اليوم أوقفتهما دورية للشرطة فقام عناصر الشرطة بتقييدهما واقتيادهما إلى مركز محلي للشرطة، وهناك تم استجوابهما لعدة ساعات، وذلك وفقاً لتقارير إخبارية. وبعد ذلك تم نقلهما إلى مركز شرطة في بلدة الوقرة المجاورة حيث جرى استجوابهما مرة أخرى.
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، مثلا أمام محكمة الدوحة حيث “أجبرا على دفع غرامة دون أن يستلما تقريرا عن قضيتهما أو إيصالا بمبلغ الغرامة”، وذلك حسبما قالت وكالة البث (آر تي إس) في بيان صحفي. وقد تمت مصادرة الكاميرا التي كانت بحوزة المصور ثوريمبيرت، وتم الإفراج عنه وعن زميله، ولكن صدر لهما أمر بعدم مغادرة البلاد، وذلك حسبما أفاد بيان وكالة (آر تي إس).
وقالت الوكالة إنه لدى عودة الصحفيين إلى مسيعيد فإنهما “تأكدا من عدم وجود أي إشارة تدل على أن التصوير محظور في المنطقة”. وأضافت الوكالة، “قبل أن يغادر الصحفيان في مهمتهما، أخبرتهما البعثة القطرية في جنيف أن بإمكانهما التصوير بحرية”. وقد غادر كيرف و ثوريمبيرت الأراضي القطرية في يوم الجمعة وتمت إعادة المعدات التي كانت بحوزتهما بعد تدخل السفير السويسري في الكويت. (ولا يوجد تمثيل دبلوماسي لسويسرا في قطر). بتاريخ 1 مارس 2011 على الساعة التاسعة ليلا، داهم عدد من رجال أمن الدولة منزل السيد سلطان خليفة الخليفي في الدوحة. وبعد تفتيش بيت وسيارة السيد الخليفي لمدة ساعتين اقتيد هذا الأخير إلى مكان مجهول من طرف أعوان أمن الدولة.
وكان عدد هؤلاء ستة ترافقهم ضابطة أبلغت زوجة السيد الخليفي أن الفرقة تنفذ تعليمات النائب العام لكن دون أن تقدم الفرقة أي قرار يبرر ذلك.
وتخشى الكرامة أن يكون اعتقال السيد سلطان خليفة الخليفي قد جاء على خلفية نشاطه الحقوقي. وكنا قد توصلنا منه مؤخرا بثلاثة حالات للاعتقال التعسفي تقوم الكرامة حاليا بإجراءات في حقهم على أمل أن تعيد دولة قطر النظر في وضعيتهم. والثلاثة هم السادة : عبدالله غانم محفوظ مسلم خوار، سالم حسن خليفة راشد الكواري وحمد راشد المري.
وكان السيد الخليفي قد شغل منصب الأمين العام لمنظمة الكرامة إلى غاية بداية سنة 2010 حيث انسحب منها ليؤسس بعد ذلك منظمة جديدة للدفاع عن حقوق الإنسان.
وتشير الكرامة بأن المدافعين عن حقوق الإنسان، وخاصة المتعاونين منهم مع الآليات الأممية، تشملهم الأمم المتحدة بعناية خاصة، بل وصادق مجلس حقوق الإنسان بتاريخ 1 أكتوبر 2009 على القرار 12/2 الذي جاء تحت عنوان “التعاون مع الأمم المتحدة وممثليها وآلياﺗﻬا في ميدان حقوق الإنسان” لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل فعال سواء داخل أوطانهم أو خارجها.
هذا جزء بسيط من معانات الشعب القطري مع استبداد الأمير القطري وحاشيته وأعوانه، أمّا ما خفي فكان أعظم، ومن أجل التستر على هذه الأوضاع المأساوية للشعب القطري الشقيق، تسخر قطر قناتها الإخبارية "الجزيرة" للكشف عن عورات حكام دول عربية أخرى، حتى تظهر لشعبها بأنّ أوضاعهم حسنة ولا تقارن بما تنقله قناة الجزيرة من أوضاع أشقاءهم العرب.
فمتى سيتحرك شباب قطر ويشعلون أولى شرارة الثورة القطرية ضد الاستبداد والاستعباد، ومتى تتحرك نساء قطر مثل أخواتهن السعوديات للمطالبة بحقوقهن المشروعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق