الثلاثاء، 18 يناير 2011

بيان من أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة في الخارج بشأن الإنتفاضة التونسية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد ،


ننتهز هذا الفرصة لنبارك لأهلنا الاشقاء في تونس بمناسبة يوم الخلاص الوطني بسقوط الطاغية وفراره مذعورا تحت وطأة الانتفاضة الشعبية ، ونؤكد لكم أن أهلكم في ليبيا يشاركونكم الفرحة ويغبطونكم على هذه اللحظة التاريخية الكبرى ويتطلعون إلى اليوم الذي يحتفلون فيه بعرس يوم تحررهم الكبير وهم الذين يرزحون تحت حكم الحديد والنار منذ أربعة عقود ونيف.


وإننا إذ نتابع ما يجري داخل ليبيا نستشعر حجم الغليان والإحتقان لدى أبناء شعبنا الكريم من أجواء القمع والإستبداد وكبت الحريات وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية في كل أجهزة النظام الإدارية وانعدام فرص العمل للخريجين ومحاربة الناس في أرزاقهم، وما الأحداث التي تقع اليوم في العديد من المدن والقرى الليبية إلا تعبير صادق عن هذا الإحتقان وإشارة واضحة إلى وصوله إلى درجة غير مسبوقة.


إن محاولات النظام الإلتفاف على هذا الغليان الشعبي بإثارة نوع من الفوضى الوقتية لإمتصاص حالة الغضب الراهنة وتجاوزها ما هو إلا لعب بالنار قد يرتد ليحرق أصابع النظام ويمتد إلى بقية جسده، كما أن مزاعم النظام بأن ليبيا بمنأى عن أي انتفاضة شعبية بفضل ’سلطة الشعب‘ أكذوبة حان الوقت لقبرها فقد صارت من شدة هزلها مضحكة للعالمين، كما تأتي محاولات النظام التعتيم إعلاميا على هذه الأحداث بإعلام داخلي مقموع ومحاولة قرصنة وإرهاب مواقع الإعلام الليبية الخارجية لتؤكد أن هذا النظام يعيش خارج هذا الزمن الإلكتروني وأنه قد تجاوز مدة صلاحيته بكل المقاييس.


لقد بات حتميا على النظام في ليبيا أن يدرك أن الليبيين يبلغونه اليوم رسالة واضحة مفادها أنه من المحال الإستمرار في الوضع الراهن، فلابد من تنفيذ الوعود التي سئموا تكرارها وعلى رأسها الإنفتاح وإطلاق الحريات والإفراج عن المعتقلين ومعاقبة الجناة الذين أجرموا في حق شعبنا وفي مقدمتهم قتلة مذبحة سجن أبوسليم ووضع حد لسطوة الأجهزة الأمنية في حياة الناس وشؤونهم .


وإذا كان هناك من يؤرخ لمرحلتين مختلفتين في العالم الغربي ، ماقبل الحادي عشر من سبتمبر وما بعده، فإننا في العالم الإسلامي بصفة عامة والعربي بصورة خاصة ندخل اليوم مرحلة جديدة ، فعهد ما بعد يوم الجمعة الرابع عشر من يناير 2011 سيكون بالـتأكيد مختلفا عما قبله ، ففي هذا اليوم قررت الشعوب الثورة على جلاديها ووضع حد لحالة الصمت السلبية وكسر قيود الطغيان والإنتفاضة من أجل حياة أفضل لأبنائهم وأحفادهم والأجيال القادمة.


وفي هذا الإطار ندعو أبناء شعبنا لتجديد الأمل وحشد الهمم وعقد العزم على إرادة الحياة الحرة الكريمة، فقد أضاءت الإنتفاضة التونسية نورا في آخر هذا النفق المظلم الذي نعيش فيه منذ انقلاب سبتمبر المشؤوم ، وقد آن الاوان لأحفاد عمر المختار أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم.


(( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ))


أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة في الخارج


الأثنين 13 صفر 1432هـ ، الموافق 17 يناير 2011 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق